ملامح الحرکة المهدوية


لو قرأنا کلما کتب عن الإمام سواء في الفکر الإمامي أو الفکر الإسلامي غير الإمامي بل وحتي الفکر غير الإسلامي، فإنّ أوضح ما يمکن أن يتحدثوا عنه هو التغيير الذي سوف يحدث في حرکة الإمام عجل الله فرجه، هذا أوّلاً.

والشيء الثاني من تلک الحرکة، هو أن تکون تلک الحرکة خاتمة الحرکات التغييرية في الأمم والمجتمعات الإنسانية، يعني يمکننا أن نقول: إن الحرکة الأخيرة في تطور المجتمع الإنساني ککل سوف تنتهي بحلقة ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف، وتبعاً لهذه الحقيقة يتضح أنّ حرکة الإمام غير مسبوقة ـ لا کماً ولا نوعاً ـ بحرکة تغييرية أخري، وهو المعبر عنه دينياً بالنص النبوي المأثور والمجمع عليه في الفکر الإسلامي عموماً سواء السني أو الشيعي بما رووا عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إنه يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. [1] .

هذا الموضوع، وهو کيفية وتحديد نوع امتلاء الأرض بالعدل الإلهي إضافة إلي شرح وتوضيح نوع امتلاء الأرض قبل ظهوره عجل الله فرجه الشريف بالظلم والجور الإنساني الذي يفعله الإنسان الخاطئ، سواء الخاطئ عن عمد أو الخاطئ عن غير عمد يحتاج إلي بحث لسنا الآن بصدد الحديث عنه، لأن هذا ـ واقعاً ـ موضوع بکر يلزم أن نتطرق إليه بتفاصيل، ويحتاج إلي وقت مفصل للحديث عنه.


پاورقي

[1] راجع سنن أبي داود، ج 2: 309، ح 4282، المستدرک للحاکم، ج 4: 465، مسند أحمد، ج 3: 27، کمال الدين للصدوق: 256، باب 24، ح1 و2.