الموقف العام في الجبهات و العلاقات الدولية


سنحاول باختصار استعراض الموقف العام علي الحدود الدولية ليس لاضاءة خلفيات المسرح السياسي في سامراء فحسب بل اننا سنجد بحث ذلک مجدياً عندمانجد في المدّونات الامامية تأکيداً عي أن أم المهدي هي فتاة من القسطنطينية وأنهااءحدي أميرات القصر وهي رواية بشر بن سليمان النخاس تاجر الرقيق الذي تولّيمهمة شرائها من بغداد، فالي أي مدي يمکن الرکون الي هذه الرواية الوحيدة والتيتضمنت تفاصيل مثيرة؟!

شهدت خلافة المعتصم انتصارات هامّة جداً وأول انتصار اقترن ببدء خلافته هو القضاء التام علي تمرّد بابک الخرّمي وبالرغم من الغارات التي شنّها الروم والتياکتسبت طابع الهجوم العام بجيوش جرّارة لتخفيف الضغط عن قلاع بابک في ارمينياواذربيجان اءلاّ أن «الافشين» نجح في احراز نصر ساحق ونهائي علي بابک الذي اقتيدأسيراً مع أخيه ليعدم في مکان عرف فيما بعد ب «خشبة بابک».

أما الانتصار الثاني فهو توغل الجيوش الاسلامية في الجبهة الشمالية وتحرير المدن المحتلة والزحف علي مدينة عمورية مسقط رأس الاباطرة الروم الحاکمين.

وهذا الانتصار الذي تکلّل في فتح المدينة يوازي سقوط العاصمة الي حدّماويستنتج من يقرأ تفاصيل المعارک الضارية أن هذا الفتح يعود الي القائد العسکريالموهوب الافشين، وما يهمنا هنا هو أن الهزيمة التي مني بها الروم سيکون لها آثارعلي مستقبل الاسرة العمورية الحاکمة.

ولا ننسي هنا أيضاً اکتشاف المعتصم لخطة انقلابية خطيرة تزعمها العباس بن المأمون وبتأييد وحماس الضباط العرب والتي عالجها المعتصم بدموية وقسوةبالغة.

وفي تلک الفترة تفاقم النفوذ الترکي، وقراءة في تفاصيل کيفية الانسحاب اليسامراء ومسلسل التصفيات تکشف عن الجانب الدموي في شخصية المعتصم وأمّيتهالي حدٍّ کبير.

کما ان الاشارة الي محاکمة الافشين وتنفيذ حکم الاعدام بحقه واشراف قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد تشير الي تطور سيء في تجربة المعتزلة في ادارة دفّة الحکممنذ محنة خلق القرآن.

وقد شهد حکم الواثق محاکمات ظالمة ابرزها محاکمة نصر بن أحمد الخزاعي الزعيم الشعبي البغدادي والتي کشفت عن سوءات الحکم وعرّت أخلاقيته التيوصلت حدّ النذالة خاصّة في مفاوضات تبادل الاسري مع الروم حيث تم افتداءالاسري المسلمين الذين يقولون بفکرة خلق القرآن أما الذين رفضوا ذلک فقدترکوا يواجهون مصيرهم المأساوي تحت رحمة تيودورا زوجة الامبراطور وعضوةمجلس الوصاية علي العرش بعد وفاة زوجها تيوفئيل وجلوس ابنها القاصر ميخائيلالثالث (6 سنوات) علي العرش، وذکر هذه المعلومة ليس من قبيل الاسترسال بلانها اضاءة لبحث مصير الاسرة العمورية بعد عقدين من الزمن.