لنسجل بعض النقاط المفيدة باختصار


ـ وفاة تيوفئيل سنة 227ه ـ 841م وهي سنة وفاة المعتصم أيضاً وتيوفئيل ولدفي عمورية التي سقطت في قبضة الجيش الاسلامي 223ه ـ 837م.

ـ يتربع علي العرش ابنه القاصر ميخائيل الثالث (6 سنوات) فيتألف مجلسللوصاية برئاسة أمه تيودورا وخاله قيصر باراداس (Caesar Bardas).

وتنفرد الام بالحکم مدّة 14 سنة تشن خلالها حروباً عنيفة ضد الدولةالاسلامية وتقدم علي ارتکاب مذبحة مروعة بحق الاسري المسلمين راح ضحيتها000/ 12 مسلم.

في عام 856م قام أخوها قيصر بارادس باعتقالها واجبرها علي دخول الدير..

ويسجل التاريخ وفاتها في سنة 867م أي في سنة الانقلاب العسکري بقيادةباسيل الذي ذکر التاريخ الروماني جانباً من أخلاقه فهل کانت الوفاة طبيعية وحدثتتصادفاً في نفس العام؟!

ـ ان بارداس بعد اعتقاله اخته وزجها في الدير أصبح هو الحاکم الفعليللامبراطورية يعني اصبح هو القيصر ولا ننسي ان التاريخ ذکره بهذا الاسم أيضاً.

يمکن اجراء تطبيق بين هذه المعلومات ومفادات رواية السيدة نرجس.

ـ وجود شخصية أسمها قيصر باراداس وهو الامبراطور الفعلي للبلاد وهو ماتذکره رواية السيّدة صراحة.

ـ في عام 867م 253ه يقوم باسيل المقدوني بقتل قيصر باراداس ثم اغتيالميخائيل الثالث واعلان نفسه امبراطورا جديداً منهياً بذلک حکم الاسرة العمورية؛وباسيل کما سجل التاريخ شخصية أمية، عنيفة ودموية.

اءنّ تشتت الاسرة العمورية يعزز من تشرّد وفرار أميرات القصر.. کما ان ظهورالسيدة نرجس في نفس عام الانقلاب العسکري وفي نفس الفترة التي شهدتاشتباکات ضارية وفي نفس الفترة التي تشير اليها رواية «بشر بن سليمان النخاس»وتعرف الامام الحسن علي الفتاة في منزل عمته يعزز من مفاد رواية السيدة نرجسباعتبارها اءحدي سيدات القصر وأميراته وانها وصلت بغداد علي قدر.

وقصّة الامام المهدي ليست عادية بل أنها وحسب ادبيات هذه المسألة خلاصةلقصص الانبياء بکل ما تتضمنه من معجزات واثارات وقد اشارت کثير منالاحاديث الي أوجه الشبه بين الامام المهدي وعدّة من الانبياء.

ونستطيع أن نناقش رؤيا السيدة نرجس في ضوء ما ورد في القرآن الکريم منقصص مثيرة جداً تشکل الرؤيا فيها رکناً مهمّا وليس هناک ما هو أجلي من سورةيوسف التي تشکل الرؤيا فيها الخيط المحوري علي أمتداد القصة والسورة، فالقصّةتبدأ برؤيا الکواکب وتنتهي بتفسير هذه الرؤيا وخلالها ترد رؤيا الملک التي وضعتالاحداث في مسار أکثر اءثارة.

فرؤيا السيدة نرجس اذا ما وضعت في الجوّ العام الذي يؤطر حرکة الرسالاتالالهية ستبدو اکثر انسجاماً، والقرآن الکريم يزخر بالشواهد المتألقة في هذا المضمار،فموسي عليه السلام ولد وعاش وترعرع في أجواء مثيرة لا تحتاج الي شرح والسيدة مريمجاءت الي الدنيا بلطف الهي.

وعيسي ابنها ولد عند جذع النخلة معجزة في الخلق..

وسيدنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم هو ابن الذبيحين فلم يکن بين اسماعيل والذبح اءلاّ لحظاتانفتحت فيها السماء، وکاد أبوه عبدالله أن يذبح، وکاد هو أن يقتل في هجرته ولم يکنبينه وبين سيوف قريش سوي خيوط العنکبوت.

ومن قبل هوي ابراهيم وهو أبو الانبياء في قلب النار فجعلها الله برداًوسلاماً.

وشاء الله أن تکون السيدة مليکة أو نرجس أماً للمصلح العالمي.. دفع الله عنهازواجاً لم تکن راغبة فيه وقدّر لها زواجاً آخر بعد حين، وشاء الله لها النجاة من القتلفي حوادث الانقلاب العسکري الذي راحت ضحيته الاسرة العمورية الحاکمة،وشاء الله لها أن تصل بغداد ثم سامراء في رحلة مثيرة لا نعرف تفاصيلها.

فالامام الهادي انتخب لابنه فتاة نبيلة من سلالة الحواريين ومع ذلک فيجب ألاّيکون للصبي الموعود أخوال يسألون عنه، ولذا ستعيش الفتاة في الظل کأية جاريةأجنبية مع انها سيّدة الاماء کما ورد في الروايات.