البشارة القرآن والکتب السماوية الاخري


يتضمن القرآن الکريم والروايات المعتبرة المتواترة والکتب السماوية بشکل عام بل وحتي کتابات بعض من مدّعي النبوّات بشائر بمستقبل مشرق ينتظر البشرية.

فهناک في صميم البشائر يوم موعود تستحيل فيه الارض الخراب الي جنة وارفة الظلال يغمرها السلام.

وفي ذلک المنتظر تتطهر الارض من الظلم والقهر والاضطهاد، وتنعم الانسانية بالعدالة، حيث يظهر انسان الهي يرفع راية الحق والعدالة وينشر الخير في ربوعالعالم، وهو لدي طائفة کبري من العالم يتمثل في شخص الامام المهدي قائم آل محمدونجل الامام الحسن العسکري عليه السلام.

ويتضمن القرآن اشارات الي اليوم الموعود نشير الي بعض الايات:

ـ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ امَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الاْرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْأَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِکُونَ بِي شَيْئاً وَمَن کَفَرَ بَعْدَ ذلِکَ فَاُولئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).

وتتضمن هذه الاية الکريمة نقاطاً هامّة هي مسألة الاستخلاف وتحکيم الدين في الحياة وانتشار الطمأنينة والامن والسلام.

وقد ورد في الاثر ان الامام علياً زين العابدين قرأ هذه الاية وقال: «هم والله شيعتنا أهل البيت، يفعل الله ذلک بهم علي يد رجل منا وهو مهدي هذه الامة وهوالذي قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: لو لم يبق من الدنيا ألاّ يوم واحد لطوّل الله ذلک اليوم حتييلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملا الارض عدلاً وقسطاً کما ملئت ظلماً وجوراً».

ـ (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ) وقد ورد في الاثر عن الامام علي عليه السلام أنه فسر هذه الاية بظهور المهدي عليه السلام وانتشار کلمة لا أله ألاّ الله في ربوع العالم کما فسرها الامام الباقر بذلک أيضاً.

ـ (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ. وَنُمَکِّنَ لَهُمْ فِي الاَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا کَانُوايَحْذَرُونَ).

يقول الامام علي عليه السلام في مناسبة وهو يشير الي تنکَّر الدنيا له وغدر الزمان:«لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس علي ولدها» ثم تلا قوله تعالي:(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَْرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.وَنُمَکِّنَ لَهُمْ فِي الاَْرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا کَانُوا يَحْذَرُونَ) ويقول ابن أبي الحديد في شرحه: «ان اصحابنا يقولون: انه وعد بأمام يملک الارض و يستولي علي الممالک».

ـ (وَلَقَدْ کَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الاَْرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).

روي عن الامام الباقر في تفسير الاية قوله: «أن ذلک وعد الله للمؤمنين بأنهم يرثون جميع الارض».

علي أن الاية الکريمة التي ذکرت آنفا وهي قوله تعالي: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ) تعدّ من أقوي الاشارات لان انتصارالاسلام علي جميع الاديان لم يتحقق بشکل کامل منذ صدوع سيدنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم بالرسالة وحتي يومنا هذا، ولذا فان امکانية تحقق هذا الوعد الالهي ستتم بظهورالامام المهدي وانتصار حرکته العالمية.

عن الامام الکاظم عليه السلام قال: «يظهره علي جميع الاديان عند قيام القائم».

ويقول الامام الصادق عليه السلام: «والله ما أنزل تأويلها بعد... حتي يقوم القائم انشاء الله، فأذا خرج القائم لم يبق مشرک ألاّ کره خروجه، ولا يبقي کافر ألاّ قتل».

وهناک مجموعة آيات أخري يشير المفسرون فيها الي ظهور الامام المهدي في آخر الزمان وتشکيله الدولة العالمية کقوله تعالي: (بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَکُمْ أِن کُنتُم مُؤْمِنِينَ).