في ذکري مولد امام العصر


في هذا اليوم الخامس عشر من شهر شعبان، نلتقي بذکري ولادة إمامنا إمام العصر الحجة المهديعج، ولا بد لنا أن ننطلق لنؤکد عقيدتنا به من حيث المصادر الأصيلة في الإسلام، فکلام رسول اللهص في کل معناه هو کلام الله، لأن الله قال: وما ينطق عن الهوي- إن هو إلا وحيٌ يوحي النجم:3ـ4.

وقد تحدث رسول اللهص عنه بطريقتين:

الطريقة الأولي في الخط العام، والطريقة الثانية في الخط الخاص أي بالتفصيل، فأما في الخط العام، فهو الحديث الذي يرويه الشيعة والسنّة: إني مخلّف فيکم ما إن تمسکتم به لن تضلّوا بعدي أبداً، کتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض.

وليس المراد بأهل بيته کلّ من ينتسب إليه بقرابة، ولکنّ المقصود هم أئمة أهل البيتع الذين تتابعوا واحداً بعد واحد، وکانوا تحت أعين الناس يرونهم ويتحدثون إليهم ويسمعون أحاديثهم.

إن النبي يقول: فإنهما لن يفترقا حتي يردا عليّ الحوض، ومعني ذلک أنه ما دام کتاب الله يمتد في الزمن، فهناک شخص من أهل بيته يمتد في الزمن. هذا هو الخط العام الذي يؤکد أن هناک من أهل بيت النبيص من يمتد في الزمن مع الخط. أما الحديث الآخر ـ في الخط الخاص ـ الذي يرويه جمع من السنة والشيعة فهو: لا تنقضي الأيام والليالي حتي يبعث الله رجلاً من أهل بيتي يطابق اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما ملئت ظلماً وجوراً، ولذلک فإن عقيدة المهديع هي عقيدة إسلامية وليست عقيدة شيعية خاصة، والمسلمون أجمعهم يعتقدون بالمهديع الذي يظهر في آخر الزمان، وإن کانوا قد يختلفون في تفاصيل مولده وما إلي ذلک.

إذاً، فإن أساس هذه العقيدة هو حديث رسول اللهص وما جاء بعد ذلک عن الأئمة الهداة من أهل بيتهع.

وقد يتحدث الناس عن طول العمر، وهذا حديث قد يلامس مسألة يألفها الناس، ولکن ليس معني ذلک أن من المستحيل إطالة العمر في النظرة العلمية، فالعلماء اليوم يبحثون سرّ تجدد الخلايا، لأنهم يعتقدون أنهم إذا کشفوا هذا السر فإنهم سوف يکتشفون الأساس الذي يمکن أن يمثل امتداد الحياة، ما يعني أن الإنسان ربما يعيش أضعاف عمره الحالي، لذا فإن العلماء يقولون إنه لا مانع من أن يعيش الإنسان آلاف السنين.

وعلي هذا، فالقضية من ناحية الإمکان العلمي ممکنة، وإن کان العلماء لم يصلوا بعد إلي أن يؤکدوا أساس هذه النظرية. أما من ناحية التاريخ الديني، فإن الله يحدثنا في القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فصلت:42، عن النبي نوحع، الذي لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً، ولم يحدثنا کم لبث بعد الطوفان، فإذا أمکن للإنسان أن يعيش ألف سنة، فبإمکانه من حيث طبيعة الأمور التي يعيشها، أن يحيا ألفاً ثانية. ولذلک فإن مسألة طول العمر لا تمثل مشکلة في هذه العقيدة.