20ـ باب خبر زيد بن عمروبن نفيل


20ـ باب خبر زيد بن عمروبن نفيل



وكان زيد بن عمروبن نفيل(3) يطلب الدين الحنيف ويعرف أمر النبي صلى الله عليه وآله و.



___________________________________



(3) في المعارف لابن قتيبة الدينوري: زيد بن عمرو بن نفيل هو أبوسعيد أحد العشرةالمسمين للجنة، وكان رغب عن عبادة الاوثان وطلب الدين، فقتله النصاري بالشام.



وقال البني صلى الله عليه وآله: " يبعث أمة وحده ".



[199]



41 - حدثنا أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسين ا لبزاز النيسابوري قال: حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار العطاردي قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال: كان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكة يضرب في الارض ويطلب الحنيفة - دين إبراهيم عليه السلام - وكانت امرأته صفيه بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج وأراده آذنت به الخطاب بن نفيل(2) فخرج زيد إلي الشام يلتمس ويطلب في أهل الكتاب الاول دين إبراهيم عليه السلام ويسأل عنه، فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتي الموصل و الجزيرة كلها، ثم أقبل حتى أتي الشام فجال حتى أتي راهبا بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهي إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم عليه السلام فقال له الراهب: إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن من يحملك عليه اليوم، لقد درس علمه وذهب من كان يعرفه، ولكنه قد أظلنك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنفية فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن، هذا زمانه ولقد كان سئم اليهودية والنصرانية، فلم يرض شيئا منهما، فخرج مسرعا حين قال له الراهب ماقال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه.



فقال ورقة بن نوفل - وقدكان اتبع مثل أثر زيد ولم يفعل في ذلك مافعل - فبكاه ورقة وقال فيه:



رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما*** تجنبت تنورا من النار حاميا



بدينك ربا ليس رب كمثله*** وتركك أوثان الطواغي كماهيا(2)



ينتظر خروجه وخرج في طلبه فقتل في الطريق.



___________________________________



(1) وكان الخطاب بن نفيل عمه وأخاه لامه وكان يعاتبه على فراق دين قومه، وكان الخطاب قد وكل صفيه به، وقال: اذا رأيته قد هم بأمر فآذنيني به.



(قاله ابن هشام).



(2) في المعارف " وتركك جنان الجبال كماهيا " وجنان - بكسر الجيم وشد النونجمع جان، ويريد بجنان الجبال: الذين يأمرون بالفساد من شياطين الانس.



[200]



وقد تدرك الانسان رحمة ربه*** ولو كان تحت الارض ستين واديا



42 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير(4) ومحمد بن عبدالرحمن بن عبدالله الحصين التميمي: أن عمربن الخطاب وسعيد بن زيد قالا: يارسول الله أنستغفر لزيد؟ قال: نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة امة وحده.



43 - حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال: حدثنا محمدبن يعقوب بن - يوسف قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، عن يونس بن بكير، عن المسعودي، عن نفيل بن هشام، عن أبيه أن جده سعيد بن زيد سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبيه زيدبن عمرو، فقال: يارسول الله إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت وكما بلغك فلو أدركك كان آمن بك فأستغفرله؟ قال: نعم فاستفغرله، قال: نعم فاستغفر له، وقال: إنه يجئ يوم القيامة امة وحده، وكان فيما ذكروا أنه يطلب الدين فمات وهو في طلبه.



قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: حال النبي صلى الله عليه وآله قبل النبوة حال قائمنا وصاحب زماننا عليه السلام في وقتنا هذا وذلك أنه لم يعرف خبر النبي صلى الله عليه واله في ذلك الوقت إلا الاحبار والرهبان والذين قد انتهي إليهم العلم به فكان الاسلام غريبا فيهم وكان الواحد منهم إذا سأل الله تبارك وتعالى بتعجيل فرج نبيه وإظهار أمره سخر منه أهل الجهل والضلال وقالوا له: متى يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف و أن دعوته تبلغ المشرق والمغرب وأنه ينقاد له ملوك الارض كمايقول الجهال لنا في وقتنا هذا: متى يخرج هذا المهدي الذي تزعمون أنه لابد من خروجه وظهوره و ينكره قوم ويقربه آخرون، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا



___________________________________



(1) محمد بن جعفر بن الزبير بن العوام الاسدي المدني قال ابن سعد: كان عالما وقال الدار قطنى ثقة مدنى(تهذيب التهذيب)، وفى بعض النسخ " محمد بن جعفر بن - الاثير " وهو تصحيف.



[201]



(كما بدء) فطوبي للغرباء، فقد عادالاسلام كماقال عليه السلام غريبا في هذا الزمان كمابدء و سيقوي بظهور ولي الله وحجته كماقوي بظهور نبي الله ورسوله وتقر بذلك أعين المنتظرين له والقائلين بإمامته كماقرت أعين المنتظرين لرسول الله والعارفين به بعد ظهوره، وإن الله عزوجل لينجز لاوليائه ماوعدهم ويعلي كلمته ويتم نوره ولو كره المشركون.



44 - حدثناجعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيره الكوفي رضي الله

عنه قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل ابن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا، فطوبي للغرباء.



45 - حدثنا المظفرين جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه - قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمركي ابن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمدبن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا كمابدء، فطوبي للغرباء