اهتمام الأمة


لأهمية القضية وخطورتها فقد اهتمت بها أجيال الأمة من العلماء ورواة الأحاديث منذ کشف الرسول الکريم صلي اللَّه عليه وآله النقاب عن تفاصيلها وإلي الآن.

فعشرات من صحابة الرسول محمد صلي اللَّه عليه وآله نقلت ما سمعته عن النبي القائد حول خروج الإمام المهدي وإنقاذ العالم علي يديه. ومئات من التابعين تلقوا تلک الأحاديث من الصحابة الکرام ونقلوها إلي الأجيال التي بعدهم. وجميع أئمة الحديث والمهتمين بحفظ السنة المقدسة خرجوا تلک الأحاديث وأثبتوها في صحاحهم وکتبهم..

ومجموعة کبيرة من علماء الأمة کتبت دراسات خاصة وکتباً قيّمة في تحقيق هذه القضية وإثباتها وذکر تفصيلاتها، کل ذلک يدلنا علي أهمية القضية وخطورتها، ويسد الطريق علي أي محاولة تريد التنکر لهذه القضية الإسلامية، لتسلب من الإنسانية أملها العظيم، وتلفها برداء اليأس الأسود القاتل. حتي قال الأستاذ أبو الأعلي المودودي في کتابه البيانات:

«إنها -روايات خروج المهدي- تحمل حقيقة أساسية هي القدر المشترک فيها، وهي أن النبي صلي اللَّه عليه وآله أخبر أنه سيظهر في آخر الزمان زعيم عامل بالسنة يملأ الأرض عدلاً، ويمحو عن وجهها أسباب الظلم والعدوان، ويعلن فيها کلمة الإسلام، ويعم الرفاه في خلق اللَّه» [1] .


پاورقي

[1] البيانات، ص116.