نوابه، و بعض توقيعاته


مما يتصل بالغيبة القصيرة او الصغري، وشواهد کونها نسبية عدا ما قدمناه نوابه الاربعة رضوان اللّه عليهم، فهم الواسطة العامة من الامة اليه ومنه اليها، وعن طريقهم کان يتلقي الرسائل والاسئلة، وما يرسل اليه من الاموال، وبوساطتهم کان يرسل اجاباته، وما يوجه ويامر به في شؤون المؤتمين به من المسلمين، وان لم تتح رؤيته بصورة مفتوحة للجميع، لذلک کان حضوره مفروضا فعليا في کل شان يطلب هذه الصلة.

ولا مجال للشک لدي الامة في المکانة الرفيعة لهؤلاء النواب: اولا: لانهم معروفون عندها علما، وتقي، وورعا، وامانة، وقرب من ائمة اهل البيت (ع) والنيابة الخاصة، ولا سيما عن الامام المهدي (ع) اشارة واضحة الي ذلک بحکم ماتقتضيه الظروف الخاصة التي حتمت غيبته من دقة في اختيار نائبه من کل جهة بما فيها قدرته علي حفظ سر الامام (ع) في جميع الاحوال المفترضة، وامکانيته علي التعامل بالصورة التي يکون فيها في هذا الغياب وجها له. وکان العلماء يدرکون تميزهم في هذه الصفة او تلک دونهم، فحين سال بعضهم الشيخ الجليل ابا سهل النوبختي رحمه اللّه کيف صار هذا الامر الي ابي القاسم الحسين بن روح دونک؟ اجابه: هم اعلم وما اختاروا، ولکن انا رجل القي الخصوم واناظرهم، ولو علمت بمکانه کما علم ابو القاسم وضغطتني الحجة (او الحاجة) علي مکانه لعلي کنت ادل علي مکانه، وابو القاسم لو کان الحجة تحت ذيله، وقرض بالمقاريض ما کشف الذيل عنه. ثانيا: ولانهم کانوا موثقين من الائمة (ع) ومنصوص عليهم کوکلاء عنهم (ع) فالاول من هؤلاء النواب کان قبل ان يکون نائبا للامام المهدي (ع) بابا للامام الجواد (ع) کماذکر بعضهم ثم الامام الهادي (ع) والامام الحسن العسکري (ع) اما الثاني وهو ابن الاول ومشارکه في الوقت نفسه في هذه النيابة في حياة الامام الحسن العسکري (ع)فقد کان مزکي من الامام الحسن العسکري (ع) ومشار اليه من قبله علي انه وکيل للامام المهدي (ع) بعد ذلک، ثم نصبه الامام المهدي (ع) عن طريق ابيه. ووثق الثالث ونصب وکيلا من قبل الامام المهدي (ع) عن طريق الثاني. والرابع کذلک من قبله (ع) عن طريق الثالث. ثالثا: کانت اجوبة الامام المهدي (ع) تصدر علي يد کل واحد من هؤلاء النواب من الاول حتي الرابع بالخط نفسه المعروف للامام (ع) لدي بعض الامة من دون تغييروبالدرجة نفسها من حيث الاسلوب والمضمون، وهي الاية التي ذکرها بعضهم وهو يشير الي وحدة الجهة التي يصدر عنها النواب کما سياتي. رابعا: اظهر الامام (ع) علي يد کل واحد منهم من الکرامات المعجزة ما اعط ي دليلا مضافا علي حقيقة صلتهم به فهي لهم بهذه الصلة لا غيرها لذلک کانت اشارة له لالهم مع ما لهم من المحل العظيم، والمکانة المرموقة بهذه الکرامات وبغيرها. وقد روي الشيخ الصدوق رحمه اللّه عددا منها، وروي شيئا من ذلک الشيخ الطوسي. قال الشيخ النعماني تلميذ الشيخ الکليني وکاتبه، وهو يتحدث عن الغيبة القصيرة في کتابه الغيبة الذي الفه قبل سنة 336 ه کما تشير الي ذلک مقدمته: «کانت السفراء فيها بين الامام (ع) وبين الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الاشخاص والاعيان الي ان يقول: «يخرج علي ايديهم الشفاء من العلم، وعويص الحکم والاجابة علي کل ما يسال عنه من المعضلات والمشکلات ». ولذلک اري ان نتحدث عن کل واحد من هؤلاء النواب الاربعة، ثم عن بعض ما صدر علي ايديهم بما يوثق باختصار ما اشرنا اليه وبالصورة التي نراها کافية في اعطاءمعني کون الامام (ع) کان حاضرا في الامة بهم: