مبايعة المهدي بين الرکن و المقام


1453 - (الامام الباقر عليه السلام) يکون لصاحب هذا الامر غيبة في بعض

هذه الشعاب، ثم أومأ بيده إلي ناحية ذي طوي، حتي إذا کان قبل

خروجه بليلتين انتهي المولي الذي يکون بين يديه حتي يلقي بعض

أصحابه، فيقول: کم أنتم هاهنا؟ فيقولون نحو من أربعين رجلا،

فيقول: کيف أنتم لو قد رأيتم صاحبکم؟ فيقولون: والله لو يأوي بنا

الجبال لاويناها معه، ثم يأتيهم من القابلة (القابل خ ل) فيقول لهم

أشيروا إلي ذوي أسنانکم وأخيارکم عشيرة فيشيرون له إليهم فينطلق بهم

حتي يأتون (کذا) صاحبهم، ويعدهم إلي الليلة التي تليها.

ثم قال أبوجعفر: والله لکأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلي الحجر، ثم

ينشد الله حقه ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فأنا أولي

الناس بالله ومن يحاجني في آدم فأنا أولي الناس بآدم، يا أيها الناس من

يحاجني في نوح فأنا أولي الناس بنوح، يا أيها الناس من يحاجني في

إبراهيم فأنا أولي بإبراهيم، يا أيها الناس من يحاجني في موسي فأنا أولي

الناس بموسي، يا أيها الناس من يحاجني في عيسي فأنا أولي الناس

بعيسي، يا أيها الناس من يحاجني في محمد فأنا أولي الناس بمحمد

صلي الله عليه وآله، يا أيها الناس من يحاجني في کتاب الله فأنا أولي

الناس بکتاب الله، ثم ينتهي إلي المقام فيصلي ـ عنده ـ رکعتين، ثم

ينشد الله حقه.

قال أبوجعفر عليه السلام: هو والله المضطر في کتاب الله، وهو قول

الله: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويکشف السوء ويجعلکم خلفاء

الارض) وجبرئيل علي الميزاب في صورة طاير أبيض فيکون أول خلق

الله يبايعه جبرئيل، ويبايعه الثلثمائة والبضعة عشر رجلا، قال: قال أبو

جعفر عليه السلام: فمن ابتلي في المسير وافاه في تلک الساعة، ومن لم

يبتل بالمسير فقد عن فراشه، ثم قال: هو والله قول علي بن أبي طالب

عليه السلام: المفقودون عن فرشهم، وهو قول الله: (فاستبقوا

الخيرات أينما تکونوا يأت بکم الله جميعا) أصحاب القائم الثلثمأة

وبضعة عشر رجلا، قال: هم والله الامة المعدودة التي قال الله في

کتابه: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلي أمة معدودة) قال: يجمعون في

ساعة واحدة قزعا کقزع الخريف فيصبح بمکة فيدعو الناس إلي کتاب

الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله، فيجيبه نفر يسير ويستعمل علي

مکة، ثم يسير فيبلغه أن قد قتل عامله، فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة لا

يزيد علي ذلک شيئا يعني السبي، ثم ينطلق فيدعو الناس إلي کتاب الله

وسنة نبيه عليه وآله السلام، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام،

والبرائة من عدوه ولا يسمي أحدا حتي ينتهي إلي البيداء، فيخرج إليه

جيش السفياني فيأمر الله الارض فيأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول

الله: (ولو تري إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مکان قريب وقالوا آمنا

به) يعني بقائم آل محمد (وقد کفروا به) يعني بقائم آل محمد إلي

آخر السورة، ولا يبقي منهم إلا رجلان يقال لهما وتر ووتير من مراد،

وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقري، يخبران الناس بما فعل

بأصحابهما، ثم يدخل المدينة فتغيب عنهم عند ذلک قريش، وهو قول

علي بن أبي طالب عليه السلام: والله لودت قريش أن عندها موقفا واحدا

جزر جزور بکل ماملکت وکل ما طلعت عليه الشمس أو غربت، ثم

يحدث حدثا فإذا هو فعل ذلک، قالت قريش: اخرجوا بنا إلي هذه

الطاغية، فوالله إن لو کان محمديا مافعل، ولو کان علويا ما فعل،

ولو کان فاطميا ما فعل فيمنحه الله أکتافهم، فيقتل المقاتلة ويسبي

الذرية، ثم ينطلق حتي ينزل الشقرة فيبلغه أنهم قد قتلوا عامله فيرجع

إليهم فيقتلهم مقتلة ليس قتل الحرة إليها بشئ، ثم ينطلق يدعو الناس

إلي کتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام والبراءة

من عدوه، حتي إذا بلغ إلي الثعلبية قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من

أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه، ماخلا صاحب هذا الامر، فيقول:

يا هذا ما تصنع؟ فوالله إنک لتجفل الناس إجفال النعم أفبعهد من

رسول الله صلي الله عليه وآله أم بماذا؟ فيقول المولي الذي ولي

البيعة: والله لتسکتن أو لاضربن الذي فيه عيناک، فيقول له القائم

عليه السلام: أسکت يا فلان، إي والله إن معي عهدا من رسول الله

صلي الله عليه وآله، هات لي يا فلان العيبة أو الطيبة أو الزنفليجة فيأتيه

بها فيقرأه العهد من رسول الله صلي الله عليه وآله فيقول: جعلني الله

فداک أعطني رأسک أقبله فيعطيه رأسه فيقبله بين عينيه ثم يقول جعلني الله

فداک جدد لنا بيعة، فيجدد لهم بيعة.

قال أبوجعفر عليه السلام: لکأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الکوفة

ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا، کأن قلوبهم زبر الحديد، جبرئيل عن يمينه

وميکائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهرا وخلفه شهرا، أمده الله

بخمسة آلاف من الملئکة مسومين حتي إذا صعد النجف، قال

لاصحابه: تعبدوا ليلتکم هذه فيبيتون بين راکع وساجد يتضرعون إلي

الله حتي إذا أصبح، قال: خذوا بنا طريق النخيلة وعلي الکوفة جند

مجند قلت: جند مجند؟ قال: إي والله حتي ينتهي إلي مسجد إبراهيم

عليه السلام بالنخيلة، فيصلي فيه رکعتين فيخرج إليه من کان بالکوفة من

مرجئها وغيرهم من جيش السفياني، فيقول لاصحابه: استطردوا لهم

ثم يقول کروا عليهم.

قال أبوجعفر عليه السلام: ولا يجوز والله الخندق منهم مخبر ثم يدخل

الکوفة فلا يبقي مؤمن إلا کان فيها أوحن إليها وهو قول أمير المؤمنين

علي عليه السلام ثم يقول لاصحابه سيروا إلي هذه الطاغية، فيدعوه إلي

کتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وآله، فيعطيه السفياني من البيعة سلما

فيقول له کلب: وهم أخواله ـ ما ـ هذا ما صنعت؟ والله ما نبايعک علي

هذا أبدا، فيقول: ما أصنع؟ فيقولون: استقبله (استقله) فيستقبله،

ثم يقول له القائم عليه السلام خذ حذرک فإنني أديت إليک وأنا مقاتلک،

فيصبح فيقاتلهم فيمنحه الله أکتافهم. ويأخذ السفياني أسيرا، فينطلق به

ويذبحه بيده، ثم يرسل جريدة خيل إلي الروم فيستحضرون بقية بني

أمية، فإذا انتهوا إلي الروم قالوا: أخرجوا إلينا أهل ملتنا عندکم،

فيأبون ويقولون والله لا نفعل، فيقول الجريدة: والله لو أمرنا

لقاتلناکم، ثم ينطلقون إلي صاحبهم فيعرضون ذلک عليه فيقول:

انطلقوا فأخرجوا إليهم أصحابهم، فإن هؤلاء قد أتوا بسلطان ـ عظيم ـ

وهو قول الله: (فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يرکضون لا ترکضوا

وارجعوا إلي ما أترفتم فيه ومساکنکم لعلکم تسئلون (قال: يعني الکنوز

التي کنتم تکنزون، (قالوا يا ويلنا إنا کنا ظالمين فما زالت تلک دعويهم

حتي جعلناهم حصيدا خامدين) لا يبقي منهم مخبر ثم يرجع إلي الکوفة

فيبعث الثلاثمائة والبضعة عشر رجلا إلي الآفاق کلها، فيمسح بين

أکتافهم وعلي صدورهم، فلا يتعايون في فضاء ولا تبقي أرض إلا نودي

فيها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له وأن محمدا رسول الله،

وهو قوله: (وله أسلم من في السموات والارض طوعا وکرها وإليه

ترجعون) ولا يقبل صاحب هذا الامر الجزية کما قبلها رسول الله صلي

الله عليه وآله وهو قول الله: (وقاتلوهم حتي لا تکون فتنة ويکون

الدين کله لله).

قال أبوجعفر عليه السلام: يقاتلون والله حتي يوحد الله ولا يشرک به

شيئا، وحتي تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ولا ينهاها

أحد، ويخرج الله من الارض بذرها، وينزل من السماء قطرها،

ويخرج الناس خراجهم علي رقابهم إلي المهدي عليه السلام، ويوسع

الله علي شيعتنا ولولاه ما يدرکهم (ينجز لهم خ ل). من السعادة

لبغوا، فبينا صاحب هذا الامر قد حکم ببعض الاحکام وتکلم ببعض

السنن، إذ خرجت خارجة من المسجد يريدون الخروج عليه، فيقول

لاصحابه: انطلقوا فتلحقوا بهم في التمارين فيأتونه بهم أسري ليأمر بهم

فيذبحون وهي أخر خارجة تخرج علي قائم آل محمد صلي الله عليه

وآله. [1] .

ويأتي في آل عمران - 68 - والانفال - 39 وهود - 8 والانبياء - 12 - والنمل 62 وسبأ - 55.


پاورقي

[1] المصادر:

-: العياشي: ج 2 ص 56 ح 49 - عن عبدالاعلي الجبلي (الحلبي) قال: قال أبوجعفر

عليه السلام.

وفي: ص 140 ح 8 - بعضه عن عبدالاعلي الحلبي: -

-: القمي: ج 2 ص 205 کما في العياشي بتفاوت: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن

منصور بن يونس، عن أبي خالد الکابلي: -

-: الکافي: ج 8 ص 313 ح 487 - بعضه عن علي بن إبراهيم ثم بسند القمي وفي سنده

إسماعيل بن جابر.

-: النعماني: ص 181 ب 10 ح 30 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا

محمد بن علي التيملي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، وحدثني غير واحد، عن منصور بن

يونس بزرج، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: -

بعضه، کما في العياشي.

-: مجمع البيان: ج 5 ص 144 - بعضه عن أبي جعفر، وأبي عبدالله عليهما السلام.

-: عقد الدرر: ص 133 ب 5 - کما في العياشي بتفاوت يسير، أوله، مرسلا عن الامام الباقر

عليه السلام: -

-تأويل الآيات: ج 1 ص 223 ح 2 - عن مجمع البيان.

-: برهان المتقي: ص 171 ب 12 ح 3 - عن عقد الدرر.

-منهج الصادقين: ج 4 ص 454 - کما في مجمع البيان مرسلا.

-: الصافي: ج 2 ص 433 بعضه عن العياشي، ومجمع البيان.

-: إثبات الهداة: ج 3 ص 451 ب 32 ح 62 - کما في الکافي، عن محمد بن يعقوب: -

وفي: ص 525 ب 32 ف 21 ح 418 - عن مجمع البيان.

وفي: ص 550 ب 32 ف 28 ح 559 و 562 - بعضه، عن العياشي.

وفي: ص 553 ب 32 ف 30 ح 577 - بعضه عن القمي.

-: البرهان: ج 1 ص 163 ح 7 - عن الکافي، وفيه عن أبي عبدالله عليه السلام.

وفيها: ح 8 - عن القمي.

وفي: ج 2 ص 81 - 83 ح 3 - عن العياشي، بتفاوت يسير.

وفي: ص 209 ح 4 و 7 - بعضه عن العياشي، والطبرسي.

وفي: ج 3 ص 208 ح 8 - عن النعماني.

-: المحجة: ص 18 - عن القمي.

وفي: ص 19 - کما في الکافي، عن محمد بن يعقوب وفيه عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام.

وفي: ص 79 - عن العياشي.

وفي: ص 104 - بعضه، عن العياشي.

-: حلية الابرار: ج 2 ص 623 ب 35 - کما في الکافي، عن محمد بن يعقوب وفيه عن أبي

عبدالله عليه السلام.

-: غاية المرام: ص 403 ب 24 ح 6 - عن النعماني.

-: البحار: ج 52 ص 288 ب 26 ح 26 - عن الکافي.

وفي: ص 315 ب 27 ح 10 - عن القمي.

وفي: ص 341 ب 27 ح 91 - بعضه، عن العياشي، والنعماني.

-: نور الثقلين: ج 1 ص 139 ح 426 وح 427 - عن القمي والکافي.

وفي: ص 353 ح 186 - عن الکافي.

وفي: ج 2 ص 341 ح 26 - بعضه عن العياشي.

وفيها: ح 28 - عن الکافي.

وفي: ج 4 ص 94 ح 94 - بعضه، عن القمي.

وفي: ص 343 - 344 ح 98 - عن القمي.

-: ينابيع المودة: ص 421 ب 71 - عن المحجة وفيه عن أبي عبدالله عليه السلام.

وفي: ص 424 ب 71 - بعضه عن المحجة.

-: تفسير شبر: ص 228 - بعضه، مرسلا عن الصادق عليه السلام.

-: منتخب الاثر: ص 422 ف 6 ب 1 ح 2 - عن القمي.

وفي: ص 475 ب 7 ف 4 ح 1 و 3 و 4 - بعضه، عن ينابيع المودة، والکافي.